عربي
خطاب بن صالح بأعين الصحافة
بين من رأى في خطاب رئيس الدولة « عبد القادر بن صالح » بأنه حمل في طياته رسالة واضحة، تأكد رغبة الحكومة في إيجاد حل نهائي لإخراج الجزائر من ازمتها السياسية، وبين من رأى فيه بأنه مجرد خطاب للإستهلاك لم يحمل اي جديد أو مقترح واضح، لجمع شمل الفرقاء وإرضاء الشعب الجزائري الذي لازال يطالب برحيل الحكومة الحالية، هكذا تباينت آراء الصحفيين المتابعين للشأن السياسي بالبلد.
وكشف مدير الاخبار السابق بقناة الشروق والمدير الحالي لقناة » شمس تيفي » سامي سي يوسف بأن هذا الخطاب يؤكد مرة أخرى أن السلطة لا تريد إنهاء الأزمة بشكل نهائي بل هي تبحث عن مخرج وسط يرضي الطبقة السياسية والحراك مع إبقاء رموز النظام القديم في السلطة وفرض الرئيس المقبل بطريقة ذكية، كيف لا و « بن صالح قبل خطابه استقبل رئيس الجهاز التنفيذي الفاقد للشرعية وتشاور معه حول خارطة الطريق التي عرضها في خطابه الأخير وهو الأمر المفروض، لأن الحراك ينتظر إنهاء مهام حكومة بدوي وتعيين حكومة كفاءات نزيهة تشرف على التحضير للحوار وتعرض خارطة الطريق للخروج من الأزمة.
من جهة أخرى فقد أكد اسلام كعبش أحد الإعلاميين التابعين للقطاع الخاص، بأن الجزائر تعيش في الفترة الراهنة وضعا سياسيا حساسا، بالنظر إلى غياب توافق حول حل سياسي للأزمة، وراى في حديث رئيس الدولة عبد القادر بن صالح في خطابه الأخير على الحوار حول تنظيم الرئاسيات المقبلة، أمر ليس بجديد، حيث قال « الجديد في اعتقادي تأكيده على عدم تدخل السلطة في هذا الحوار باعتماد شخصيات وطنية مستقلة.. والسؤال المطروح من سيختار هذه الشخصيات ؟ وما هي آليات عملها لبلورة حل يستطيع إعادة الأمل للجزائريين للذهاب نحو الاقتراع الرئاسي المقبل وانتخاب قيادة جديدة للبلاد ؟ ».
وعلى عكس الأطراف الأولى فقد أكد رئيس تحرير قناة النهار » أحمد حفصي »، أن النقاط الواردة في خطاب رئيس الدولة عبد القادر بن صالح هي بمثابة تنازلات غير مسبوقة لسلطة الأمر الواقع، رسمت خارطة طريق واضحة المعالم وألقت بالكرة في مرمى قوى المعارضة وفعاليات الحراك الشعبي من أجل إيجاد صيغة توافقية للخروج من الأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد، أين تم الاستجابة لكل المطالب وهنا لابد أن أشير إلى أن عدم إعطاء رزنامة زمنية وتاريخ محدد للرئاسيات شكل منعرجا لأنه اكبر ضمانة على أن آلية الحوار التي ستقودها شخصيات مستقلة هي من ستقرر أي خطوة في طريق العودة إلى الشرعية.
هكذا تباينت آراء الإعلاميين حول الخطاب الاخير لرئيس الدولة عبد القادر بن صالح، الا ان الأهم قد تحمله مسيرة الجمعة التي ستبين بشكل كبير مدى اقتناع الشارع بمضمون الحوار.