Lettre de Paris

حلم ليلة شتاء بخديجة بن قنة شمس الجزيرة في الدوحة أو في باريس

Publié

le

يعذرني في البداية شكسبير أو الشيخ زبير على تحريفي عنوان مسرحيته الشهيرة « حلم ليلة صيف » تحت وطأة شتاء باريس القارس لحظة كتابتي هذا المقال بعد أن زارتني في حلمي غير مستأذنة نجمة قناة الجزيرة التي يطلق عليها الأعداء الإيديولوجيين الخنزيرة كما يطلقون معجبوها على قناة العربية وصف العبرية ولا أعرف ماذا يطلق أعداء « الميادين » القناة التي تأسست في خضم موقف هذا الإعلامي القدير أو تلك الإعلامية القديرة من الربيع العربي ومن حكم الأسد وحكام آخرين آمنوا أن الربيع العربي مؤامرة لا يمت بصلة لمفهوم الثورة.

شغلي في هذه اللحظة التي اكتب فيها هذه السطور ليس مناقشة المخطىء أو المصيب من نجوم القنوات التلفزيونية التي دخلت البيوت بدرجات متفاوتة محدثة ثورة غير مسبوقة في تعاطي العائلات مع عهد الهوائيات المقعرة، بل مناقشة ضيوفي الذين حاورتهم حالما في أمر غياب وجه خديجة بن قنة التي عودت الألاف من معجبيها على حضورها المهني الشفاف وعلى فسيفساء وعناصر سينوغرافيا محياها ولغتها ونطقها وابتسامتها وقوامها الرشيق، والذي تحسد عليه بشهادة خمارها الجذاب وغير المخيف كما يحاول الروائيان ميشال ولبيك وبو علام صنصال تعميق رعبه من رواية لآخرى كما تفعل هذه الأيام زينب الرزوي عبر قناة « سي نيوز » بتواطؤ من المنشط باسكال برو الذي ندم على استقبال أحد عناصر السترات الصفر.

قالت لي المعجبة المتحجبة « ب » المؤمنة بتوجه الجزيرة في حلمي : « لم اعد أتحمل غياب نموذجي الأكبر في التقديم وفي الأناقة المهنية والروحية وفي المشية المحسوبة والإبتسامة المعبرة » رغم أنني معجبة بغادة عويس التي ترعب كبار المحللين وبغيفارا البديري التي تحدت العساكر الإسرائيليين.

قالت أخرى غير متحجبة مثل خديجة : »أنا لا يهمني توجه خديجة المسلمة كما يبين ذلك حجابها النفيس ولا أنفتها المعروفة عند جزائريين والبالغة عند الكثيرين درجة مرضية جديرة بالعلاج سيما وأن واقع الجزائر اليوم لا يشجع على الإستمرار في رفع لواء هذه الأنفة، وتهمني فقط ترسانة هويتها المهنية التي شدت انتباه أردوغان ودوخت المشاهدين العرب الذين راحوا يتنافسون لمعرفة جنسيتها« .

بعد المعجبة « د » قال المعجب « ف » غياب خديجة لا يمكن أن تتحمله القناة التي آمنت بها ودافعت عنها شكلا ومضمونا، أي بحجابها المحسوب على المتدينات المعتدلات المنفتحات أو المتزمتات اللواتي انتقلن إلى الجلباب كما اصبح يردد في كل الأوقات كبار المثقفين الفرنسيين التلفزيونيين في زمن أصبح لباس الإنسان مصدر شبهة وتطرف واهتمام بدل قضايا أخطر بتحدياتها على البلاد والعباد وعلى الأخضر واليابس. وأضاف المعجب « ف » قائلا : »وحدها خديجة تأسرالجمهور بعد يوم متعب بإلقاء هادئ وموزون كما يوزن الذهب والماس، ووحدها خديجة تخفف من وطأة إلقاء النجم جمال ريان القطار السريع إلى جانب النجم الكبير الآخر محمد كريشان المدرسة الوسطى بين ريان وخديجة من منظور إيقاع الإلقاء المحسوب في كل الحالات بروح مهنية عالية تبث في نفوس كل نجوم القناة دون استثتاء.

حاولت أن أخفف من تأثر زواري المعجبين الذين اصطفوا بقوة وراحوا يتحرشون بي ويلحون علي التوسل إليها والتوسل أمام بابها لكي تعود إليهم في أقرب وقت ممكن لأنهم عرفوا أنني تشرفت بالعمل إلى جانبها وهي مذيعة صاعدة في القناة الأولى بعد أن فتح لي المجال الراحل الكبير الكاتب الطاهر وطار لتقديم حصة ثقافية.

استيقظت فجأة لسبب يعرفه المتزوجون وقلت صاحيا : « نعم اخترت خديجة يومها بعد أن قبل وطار الكبير صوتا نسائيا مساعدا لقراءة الأخبار الثقافية، وأنا مثلكم لا أعرف سبب غياب خديجة التي لم أقابلها منذ أن رحبت بي في باريس بحفاوة مع زميلها كريشان في حفل افتتاح مكتب الجزيرة في باريس. في باريس نفسها قابلت مؤخرا خديجة لكن في الحلم من خلال معجبين يحبون قناة الجزيرة وآخرين لا يتحملون ذكرها على حد تعبير معجبة زارتني في المنام معبرة عن اشتياقها للوجه التلفزيوني المفضل لديها.

المعجبة « ج » قالت لي : »كل صحفيي الجزيرة أصحاب مستوى مهني كبير ويصعب التفرقة بين هذه الصحفية أو تلك أو بين هذا الصحفي أو ذلك ولكن لخديجة خصوصية تنفرد بها وعليه لا غرابة أن تطمح قنوات آخرى اختطافها من « الجزيرة« . معجب آخر أبدى هو الآخر عن حزنه لغيابها المقلق وخاصة بعد أن شاهدها في باريس متصورا إياها في مكتب قناة تفاوض التحاقها بقناة ما وربما بقناة جديدة لجزائري يحتمل أن يعرض عليها أجرة لا ترقى للأجرة التي تتقاضاها في الجزيرة، وفي رأي هذا الحالم مثلي : »خديجة بن قنة وطنية حتى النخاع رغم أنف مايقال عن الصحفيين الجزائريين الذين هاجروا وهي مستعدة أن تتنازل عن حياتها المريحة في الدوحة للعمل في قناة جزائرية تبث من باريس« .

طال غيابك خديجة وأنت ترين أنك مطاردة في الأحلام وعليه فأنت لست ملك نفسك اليوم شئت أم ابيت كما شهد معجبوك الذين غزوا فراشي في ليلة شتاء لذيذةعاد معجب حلمت به مستيقظا هذه المرة وقال لخديجة : »أنت شرف الجزائر تحت شمس الجزيرة في الدوحة وفي باريس وفي كل عواصم العالم رغم أنف الذين يخلطون بين المهنية والكفاءة والولاء الإيديولوجي.

القوي قوي والجيد جيد بإيديولوجية لماركسيين والتروتسكيين والفوضويين والرجعيين والملحدين والمتدينين الإخوانيين وغير الإخوانيين« . « العربية قناة محترفة ولها نجومها » والميادين « أيضا ولها كفاءات صنعت مجد الجزيرة مثل لونا الشبل وسامي كليب وغسان بن جدو، والصحفي لا يعد عميلا حينما يختار خندقه الإيديولوجي كما يحدث في كل أصقاع الدنيا، شريطة أن يشرف مهنته بالإرتفاع إلى مستوى شروطها ونواميسها .

سلاح الإيديولوجية لا يطمس رداءة الكثيرين ولا يقتل جودة وقوة الكثيرين ومن بينهم خديجة بن قنة ولاري كينغ العجوز الأمريكي الشهير وصاحب « البروتا لات » الأشهر والذي شاهدته أمس يحاور على قناة « روسيا فرنسا » ممثلة أمريكية كبيرة. كينغ أمريكي هاجم مؤخرا الإعلام الأمريكي والتحق بقناة روسيا ليس كيساري وديمقراطي بالمفهوم الأمريكي وكعدو لترامب فقط كما يتصور البعض ولكن كصحفي كبير مهنيا.

باريس : بوعلام رمضاني

Cliquez pour commenter
Quitter la version mobile