Médias

سفيان ثابت.. قصة نجاح جزائرية بقناة الجزيرة الإخبارية

Publié

le

يعد سفيان ثابت أحد الأسماء الجزائرية اللامعة التي تحلق اليوم بشكل لافت في سماء الجزيرة الإخبارية، ابن مدينة الجسور المعلقة قسنطينة رزقه الله بموهبة التقديم التلفزيوني التي صقلتها سنوات من التدريب والمثابرة والعمل الجاد في مختلف المحطات الإعلامية التي مر بها، لتمنح الشاشة العربية اليوم وجها تلفزيونيا لا يعترف بالمستحيل.

قصة نجاح هذا الشاب سنتعرف عليها سويا في الحوار الذي خصصناه لعدد اليوم.

اولا مرحبا بك سفيان هل لك ان تعرف القراء بك؟

سفيان ثابت، شاب جزائري مذيع اخبار وبرامج غادرت الجزائر عام 2000 …شرعت في دراسة الطب لفترة قبل ان اقرر ترك المجال، درست التاريخ والعلوم السياسية بجامعة السوربون في باريسبفرنسا، إضافة إلى دراستي للصحافة من احد المعاهد المتخصصة هناك، لأنطلق بعدها مباشرة في عالم الإعلام.

يقال بأن سفيان متعدد المواهب فما هي أبرزها؟ 

بالاضافة الى عشقي لمهنة المتاعب التي اعتبرها هوايتي المفضلة، فأنا املك العديد من الهوايات الأخرى كالتعليق الصوتي ورواية الكتب للكبار والصغار، إضافة إلى أداء الاغاني والتي أعتبر كهاوي فيها، ويمكن للقراء ان يطلعوا على بعض الاعمال على صفحاتي الرسمية بالفيسبوك واليوتيوب.

كيف بدأت قصتك مع عالم الإعلام والصحافة؟؟

بدات العمل في الصحافة كمتمرن في مؤسسات اعلامية فرنسية قبل ان اخوض التجربة باللغة العربية في 2010 مع راديو مونت كارلو الدولية في العاصمة الفرنسية باريس، البداية لم تكن سهلة أين اشتغلت كسكرتير تحرير فمحرر فقاريء اخبار، قدمت سيرتي الذاتية للادارة وقد كانت وقتها فقيرة نوعا ما كحصيلة تجارب في المجال الاعلامي ومعدومة باللغة العربية، الا انه تم استدعائي لخوض امتحان وتفاجأت أن صوتي لفت انتباههم فالتحقت بالفريق كصحفي مستقل (بيجيست …)

سبق لك المرور بالعديد من القنوات الإخبارية، هل لك ان تلخص لنا هذه التجارب؟

بعد راديو مونت كارلو التي عملت فيها لأشهر انضممت الى قناة فرنس24 كصحفي محرر، حيث مارست العمل التلفزيوني اكثر حتى خريف 2012،
كنت قد قدمت سيرتي الذاتية لمحطة « بي بي سي » في لندن من باب التسلية وذلك بعد نصيحة من إحدى الزميلات، لأتفاجئ بعدها بتلقي استدعاء خاص بالذهاب لاجراء اختبار ففعلت، والمفاجاة كانت اكبر لما هاتفوني لإبلاغي اني قُبلت وعلي الالتحاق بالمحطة في اقرب وقت،وكانت اول تجربة لي كمذيع اخبار على قناة فضائية.

هل نعتبر بأن مرورك ب البي بي سي هو من فتح لك أبواب التألق؟

عملت بالبي بي سي كمقدم اخبار للتلفزيون ومذيع برنامج « بي بي سي إكسترا » الاذاعي الشهير، كانت تجربة فريدة وغنية، تعلمت من خلالها الكثير من مباديء التقديم على ايدي اساتذة عرب وبريطانيين، بعدها انضممت الى التلفزيون العربي فقناة الغد العربي ثم ختمت جولتي اللندنية مذيعا في قناة الشرقية العراقية، لألتحق بعدها ب « بتي ار تي عربي » التركية في حلتها الجديدة، حيث نلت شرف تقديم اولى نشراتها في 7 يناير 2019، كما تم اختياري وجها اعلانيا للانطلاقة الجديدة، قبل أن اغادرها بعد مكوثي بإسطنبول لفترة لم تتجاوز 7 أشهر.

ماذا عن إلتحاقك بقناة الجزيرة التي تعتبر القناة الإخبارية الأولى بالوطن العربية؟؟

بلوغي الجزيرة كان مشروعا يراودني منذ سنوات، والتواصل بيننا يعود الى ربيع 2014، يومها كنت لازلت اعمل في قناة « بي بي سي » بلندن لكن لظروف ما لم اتمكن وقتها من الذهاب الى الدوحة لاجراء الاختبار.

تاخرَ تحقق الحلم لأعوام.. لكني سعيد بالتجربة حتى اللحظة واتعلم كل يوم من خلال تواجدي فيها ومراقبتي لعمل غيري من الزملاء الذين يفوقونني خبرة ومن توجيهات الإدارة.

ألم تفكر يوما وأنت مقبل على الالتحاق بقناة بالجزيرة بكل بالانتقادات التي طالتها ولا تزال تطالها؟
الجزيرة رغم الانتقادات باقية في الصدارة، وتعتبر كلية اعلام لكل من يطمح للعمل الصحفي المهني والمحترف، الانتقاد امر طبيعي وظاهرة صحية وكل القنوات في العالم تتعرض له، الا ان الاشكال يكمن في طريقة النقد ومن ينقد ماذا…

من ينتقد الجزيرة لسلوك ما او تحيز لقضية او راي لا يجب ان يقوم بما يعيبه عليها ان صح الاتهام فرضا، من ينتقدك يستهدف رايك لا شخصك او كيانك، قد يعيب وجهة نظرك، لكن لا يطالب باسكاتك او قطع لسانك او تفجيرك كما سمعنا مؤخرا، هذا عار وأمر لا يمكن القبول به او التغاضي عنه في العام 2019.

ماهي اوجه الاختلاف بين هذه القناة والقنوات الإخبارية الاخرى ؟

بالنسبة للاختلاف مع القنوات الاخرى فيجب ان نحدد اي قنوات، مجملا الجزيرة بعيني انا على الاقل تتسم بحرفية عالية وموضوعية وعقلانية ورصانة، هذا لا يعني انها تصيب دائما لكنها تحاول التعلم من اخطائها ولا تصر عليه، عكس غيرها، ربما اضيف الى ذلك انها القناة الام والاصل في عالمنا العربي وما اتى بعدها تقليد يحاولون من خلاله فرض اجندة او قراءة يتيمة للاحداث حسب مصالح جهات معينة لن نخوض فيها الآن.

شاهدنا مأخرا قيام قناة الجزيرة بالتعاقد مع العديد من المواهب الجزائرية الشابة.. ما السر وراء ذلك؟

الكفاءة الجزائرية موجودة وتفرض نفسها اينما حلت وهي لا تقل عن غيرها من الكفاءات من الجنسيات الأخرى، والجزيرة تحاول ان توازن بين هذه الاخيرة في اختياراتها، ولعل الامر متعلق ايضا بامور ادارية لا ألم بتفاصيلها.

كيف ترى واقع الإعلام في الجزائر؟؟

لست متابعا شرسا للاعلام الجزائري نظرا لطول مدة غيابي عن الوطن، لكن ان اردنا ان نكون ايجابيين فهناك انفتاح لا يمكن انكاره للفضاء الاعلامي وان كان مستوى الاداء متباين فهذا امر محمود والاعلام الجزائري في طور النمو على طريقه إلى النضج، والمشاهد اليوم صار يفرق بين الصالح والطالح شكلا ومضمونا.
لكن حالة الصحفيين لا تزال كارثية وتتطلب العناية، وقد يكون للاعلاميين في الخارج اصحاب الباع الطويل في الصحافة بكل انواعها دورا في تطوير المهنة في الجزائر، لو يفتح لهم المجال للقيام بذلك والله الموفق.

Cliquez pour commenter
Quitter la version mobile