هجوم نيوزلاندا يجبر الإعلام الغربي على تغيير نظرته للمسلمين

يبدوا أن الهجوم الإرهابي الأخير الذي أودى بحياة 50 مسلما نيوزلانديا قد غيرت كثيرا من طريقة تعامل وسائل الإعلام الغربي مع الأحداث المماثلة ، حيث شكّلت التغطية الإعلامية للهجوم الإرهابي على المسجدين في نيوزيلندا نقطة تحوّل مهمة في تعامل الإعلام العالمي مع الهجمات التي يكون مرتكبوها غير مسلمين، أين أفردت العديد من وسائل الإعلام تقارير مطوّلة عن الحادثة وأبدت اهتماما واسعا، وأكدت على تسميتها إرهابية بخلاف العديد من المرات السابقة.

ولعل التغير الكبير في طريقة تعامل جل وسائل الإعلام الغربية مع هذه الحادثة ، أرجعه المتابعون الإعلاميون الى خطاب رئيسة وزراء نيوزيلندا، جاسيندا أردرن، الذي أعطى دروسا لوسائل الإعلام التي ما تزال حتى اليوم تختلف في ما بينها على طريقة التعامل مع الحوادث الإرهابية، وجوهر الخلاف يكمن في أن تسليط الضوء على الإرهابيين في الإعلام يمنحهم هدفهم الذي يريدونه من شهرة وبطولة ، وتعتبر توصيفات « أردرن » الصريحة للهجوم والمهاجم بالإرهاب والإجرام والتطرف من المرات القليلة التي تستخدم فيها شخصية سياسية مثل هذه الكلمات لوصف هجوم على مسلمين.

ويتابع الكثيرون طريقة تناول الإعلام الغربي للهجوم، بعد أن تعالت أصوات تنتقد التغطية الإعلامية الغربية غير المتكافئة للهجمات التي ينفذها من يدعون الإسلام ، مقابل التي تستهدف مسلمين، خصوصا و ان هذه الانتقادات تعززها الدراسات الغربية، إذ أكدت دراسة أُجريت في جامعة ألاباما وجامعة ولاية جورجيا في الولايات المتحدة في 2018 إلى أن دين منفذ أي هجوم هو العامل الأكبر في تحديد توجه التغطية الإخبارية.

لكن هذا التوجه شهد تغيرا ملحوظا في الآونة الأخيرة، بعد الانتقادات المتزايدة والدلائل الواضحة بشأن تناقض تغطية وسائل الإعلام للهجمات الإرهابية وفقا لدين مرتكبيها.