Suivez nous

cinéma et théâtre

علي ناموس: تجسيد بطولي لشخصية الشهيد زيغود يوسف في فيلم زيغود

Publié

le


في عالم السينما، تبرز بعض الأدوار التي تتطلب من الممثلين أكثر من مجرد التمثيل؛ فهي تتطلب منهم الغوص في أعماق الشخصيات التاريخية التي تحمل أعباءً ثقيلة من الكفاح والتضحيات. وهذا بالضبط ما قام به الممثل الجزائري علي ناموس في فيلم « زيغود »، الذي يتناول سيرة الشهيد زيغود يوسف، أحد أبرز قادة الثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي. الفيلم، الذي أخرجه مؤنس خمار وكتب السيناريو له حسن تليلاني، يعد عملاً سينمائياً ضخماً يجسد حياة ونضال البطل الجزائري الذي لعب دوراً محورياً في هجمات الشمال القسنطيني عام 1955.

التحدي الكبير: تقمص شخصية زيغود يوسف

علي ناموس، الذي جسد شخصية زيغود يوسف، واجه تحدياً كبيراً في تقمص هذه الشخصية التاريخية العظيمة. فزيغود يوسف ليس مجرد بطل عسكري، بل هو رمز للكفاح الوطني والثقافي والفلسفي. وقد اعترف ناموس في تصريحاته للصحافة بأنه وجد صعوبة كبيرة في تقمص شخصية بهذا الثقل التاريخي. وقال: « من الصعب جداً تقمص شخصية بهذا الثقل التاريخي. لقد عملت كثيراً على إبراز شخصية الشهيد الفلسفية والثقافية وعدم حصرها في بعدها الحربي فقط ».

وأضاف ناموس أنه سعيد جداً لكونه واحداً ممن سينقلون رسالة الشهداء إلى الأجيال القادمة، مؤكداً أنه اشتغل باجتهاد من أجل تقمص شخصية الشهيد البطل. كما أشار إلى أن زيغود يوسف كان شاعراً ومثقفاً، وقد حاول أن يبرز هذه الأبعاد في الفيلم، مما أضاف عمقاً إنسانياً وثقافياً للشخصية.

الأبعاد الثقافية والفلسفية للشخصية

الفيلم لم يقتصر على تصوير الجانب العسكري لزيغود يوسف، بل حاول أن يبرز الأبعاد الثقافية والفلسفية والإنسانية للشخصية. وقد نجح علي ناموس في تجسيد هذه الأبعاد بشكل لافت، حيث ظهر في مشاهد عدة وهو يحاور جنوداً فرنسيين أسرى، ويتحدث عن تاريخ الجزائر ومقاومتها للاستعمار منذ عهد الأمير عبد القادر. هذه المشاهد أظهرت الجانب الفكري لزيغود يوسف، الذي لم يكن مجرد مقاتل، بل كان مفكراً وطنياً يؤمن بحتمية انتصار شعبه.

العرض الشرفي الأول لفيلم « زيغود » في قسنطينة: تكريم لذكرى البطل زيغود يوسف

شهدت قاعة أحمد باي في قسنطينة مساء 17 فيفري 2025 حدثًا سينمائيًا تاريخيًا، حيث تم تقديم العرض الشرفي الأول لفيلم « زيغود »، الذي يتناول سيرة الشهيد زيغود يوسف، أحد أبرز قادة الثورة الجزائرية. الفيلم، الذي أخرجه مؤنس خمار وكتب السيناريو له حسن تليلاني، حظي بحضور كبير من قبل الأسرة الثورية والعديد من الوجوه الثقافية والسياسية، بما في ذلك وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة.

بدأ الفيلم بمشهد يعود إلى عام 1947، حيث كان زيغود يوسف يخاطب أهالي بلدته منتقدًا الانتخابات المزورة التي أجراها الاستعمار الفرنسي. ومن خلال ساعتين من العرض، تمكن الفيلم من إبراز الأبعاد الثقافية والفلسفية والإنسانية لشخصية زيغود يوسف، الذي لعب دورًا محوريًا في هجمات الشمال القسنطيني عام 1955.

تميز العرض بحضور ابنة الشهيد زيغود يوسف، السيدة شامة، التي عبّرت عن سعادتها برؤية قصة والدها تُجسد على الشاشة الكبيرة. كما أشاد الحضور بالأداء القوي للممثل علي ناموس، الذي نجح في تقمص شخصية زيغود يوسف ببراعة، مما أضاف عمقًا إنسانيًا وثقافيًا للشخصية.

فيلم زيغود يوسف في نشرة أخبار الثامنة للتلفزيون الجزائري.

هذا العرض الشرفي، الذي تزامن مع الاحتفالات باليوم الوطني للشهيد، يعد تكريمًا لذكرى زيغود يوسف ورفاقه، الذين قدموا أرواحهم فداءً للوطن. الفيلم ليس مجرد عمل سينمائي، بل هو رسالة قوية للأجيال القادمة عن معنى التضحية والكفاح من أجل الحرية.

مشاهد بارزة في الفيلم

من بين المشاهد التي برز فيها أداء علي ناموس بشكل قوي، مشهد لقاء زيغود يوسف مع زوجته وابنته شامة. في هذا المشهد، نجح ناموس في نقل مشاعر الشهيد وهو يخاطب زوجته عن واجبه تجاه بلده وشعبه، بينما يظهر حبه الكبير لابنته في مشاهد لعب معها رغم الأخطار المحدقة به. هذه المشاهد أضافت بعداً إنسانياً للشخصية، وجعلت الجمهور يتعاطف أكثر مع زيغود يوسف كإنسان قبل أن يكون بطلاً.

كما برز ناموس في مشاهد المعارك، خاصة معركة وادي بوكركر التاريخية، حيث جسد حالة الارتباك والتحدي التي كانت تعيشها الثورة في تلك الفترة. وقد أظهر ناموس في هذه المشاهد قوة أداء وقدرة على نقل المشاعر المعقدة التي كانت تعتمل في نفسية زيغود يوسف خلال تلك الأحداث.

ردود الفعل على أداء علي ناموس

لقي أداء علي ناموس استحساناً كبيراً من قبل النقاد والجمهور على حد سواء. وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، أشاد بالفيلم ووصفه بأنه « عمل إبداعي راقٍ جداً »، مشيراً إلى أن ناموس نجح في تجسيد شخصية زيغود يوسف بشكل مميز. كما أكد ربيقة أن الفيلم يعد تجسيداً لتوجيهات رئيس الجمهورية الذي يلح على ضرورة الحفاظ على تاريخ الجزائر وتوثيق قصص الشهداء.

Ali namous lors de l'avant première du film zighoud à Constantine

من جهته، أكد المخرج مؤنس خمار أن علي ناموس كان خياراً موفقاً لتجسيد شخصية زيغود يوسف، مشيراً إلى أن الفيلم هو نتاج عمل تنسيقي كبير بين الممثلين والتقنيين. وقال خمار: « من الصعب جداً الإحاطة بمختلف جوانب شخصية الشهيد زيغود يوسف في فيلم واحد، ولكن ناموس نجح في إبراز الجوانب الرئيسية لهذه الشخصية المعقدة ».

رسالة إلى الأجيال القادمة

فيلم « زيغود » ليس مجرد عمل سينمائي، بل هو رسالة إلى الأجيال القادمة عن تضحيات الأجداد من أجل الحرية والاستقلال. وقد نجح علي ناموس في نقل هذه الرسالة من خلال أدائه القوي والمؤثر، الذي جعل الجمهور يعيش لحظات الكفاح والتحدي التي عاشها زيغود يوسف ورفاقه.

بفضل أداء ناموس، أصبح زيغود يوسف أكثر من مجرد اسم في كتب التاريخ؛ لقد أصبح شخصية حية، تتنفس الكفاح والتضحية، وتذكرنا بأن الحرية ليست مجرد كلمة، بل هي ثمرة دماء الشهداء.

Publicité
Cliquez pour commenter

Laisser un message

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *