Médias
غلق المقاهي يتسبب في تراجع مبيعات الصحف
يبدوا أن غلق المقاهي وعدم عودتها للنشاط قد أثر بشكل سلبي على مبيعات الجرائد الورقية، بعدما عرف القارئ الجزائري بعشقه لمطالعة الصحف مع ارتشاف فنجان قهوة، وهو الأمر الذي توقف كليا مع الإنتشار الكبير لفيروس كورونا بالجزائر والعالم ككل.
وعاشت الصحف الورقية في الآونة الأخيرة وضعية لا تحسد عليها، إستدعت بالعديد منها إلى رمي المنشفة وايقاف طبع نسختها الورقية، مكتفية بالنسخة الإلكترونية، في حين لجأت عناوين أخرى إلى تقليص عدد صفحاتها إلى ثماني صفحات في بسبب غياب الإشهار، الذي تضاءل بنسبة ثمانين بالمئة مقارنة بما هو معهود.
و من بين أبرز الأسباب التي أدت إلى تراجع نسب السحب إلى ثلاث آلاف نسخة، نجد غياب التوزيع وكذا إنتقال القارئ الكلاسيكي الذي إعتاد على إقتناء جريدته والإطلاع على أخبارها أثناء جلوسه بالمقهى إلى النسخة الإلكترونية، اذ يرى الكثيرون أن غلق المقاهي يعد من بين العوامل التي ساهمت في تراجع الإقبال على الصحف.
وفي هذا الصدد يرى مدير جريدة الشباب « علي ڨطاف » أن الفئة الكبيرة التي تطالع الصحف الورقية هي الفئة الكلاسيكية، نمط عيشها عبارة عن روتين، أما الفئة التي يبدء يومهم بفنجان قهوة وجريدة، فهي لا تمثل سوى نسبة قليلة لا تتعدى العشرين بالمئة، وتختلف هذه النسبة بإختلاف المنطقة، لأنو المناطق الداخلية تعد الأكثر مطالعة.
من جهة أخرى يرى كريم سعد الله الذي إعتاد على مطالعة جريدته بالمقهى الواقع بحيه بحسين داي بالعاصمة، أن غلق المقاهي أثر على اقتنائه للجرائد، وهو الذي كان يتلذذ بتصفح أخبار الوطن ورائحة القهوة تزين المكان، إلا أن الحجر الصحي وما فرضته كورونا من متغيرات أثر بالسلب على عادات القراءة لديه.
وعلى عكس كريم فرأي إسلام كان مغايرا تماما للراي الأول ، فبالرغم من إدمانه قبل إنتشار فيروس كوفيد-19 على قراءة الجرائد بالمقاهي، إلا أن غلقها لم يؤثر على عادات القراءة لديه، وهو الذي قال بأنه لا يستطيع التخلي عن شراء الجرائد حتى في أحلك الظروف، حيث صار في الآونة الأخيرة يطالع الأخبار بالمنزل او بحديقة الحي.
هذا وبالرغم من أنو المقاهي كانت موضع تشكٍّ دائم من الناشرين بسبب توفيرها قراءة الصحف مجانا لمرتاديها، الا ان غلقها تسب في تقليص عدد معتبر من الزبائن وهو ما زاد من الطين بلة، في ظل الأزمة المالية التي تعصف بالصحف الجزائرية.