Suivez nous

Médias

الجرائد الورقية بين مطرقة شح الإشهار وسندان تخلي القارئ عنها

Publié

le

أثار تعود القارئ الجزائري أثناء فترة الحجر الصحي على إستقصاء الأخبار من الوسائط الإلكترونية مخاوف الجرائد الورقية، والتي توقفت نسخها الورقية خلال تلك الفترة بسبب الحجر الصحي وغلق الأكشاك ونقص الطلب عليها، مما دفعنا اليوم ومع إقتراب عودة الحياة إلى طبيعتها، إلى التساؤل والبحث عن مصير الورق في ظل الانتشار الكبير للمواقع الإلكترونية.

ولعل الإستعمال الكبير للهاتف وتوفر الإنترنيت ساهم بشكل كبير في توصل القارئ الجزائر إلى بدائل جديدة للحصول على المعلومة، في ظل غياب الطبعة الورقية للجرائد وإكتفائها بنشر الأخبار عبر المواقع الإلكترونية، مما قد يفتح المجال للتخلي سريعا عن الورق مثلما فعلت العديد من العناوين العالمية العريقة في وقت سابق، على غرار جريدة وول ستريت The Wall Street Journal الأمريكية التي توقفت طباعتها بعد 130 سنة من الإصدار الورقي، وجريدة الاندبندنت The Independent البريطانية المرموقة التي انهت إصدار النسخة الورقية بعد 30 سنة، بالإضافة إلى مجلة نيوزويك Newsweek الأمريكية بعد أكثر من 80 سنة من إصدار المطبوع.

الحجر الصحي فرض أنماط قراءة جديدة

وفي هذا الصدد قال الدكتور الجزائري « رضوان سلامن » بأنه من الممكن أن يتعود القارئ التقليدي على قراءة الصحف الإلكترونية واستقاء الأخبار من مصادر متنوعة في ظل الثراء التكنولوجي المتاح، وذلك بحكم تغير عادات وأنماط التلقي التي فرضها عليه الحجر الصحي، أين تعود القارئ التقليدي على إستخدام التكنولوجيا وهو مجبر، كما أنه تعود على هذه الإستخدامات والإشباعات التي تحققها الوسائل الجديدة، هذا الأمر كما أضاف الدكتور « سلامن » قد يحيلنا على تحقق فروض نظرية ثراء الوسيلة الإعلامية التي تستقطبنا إعداداتها وتنوع محتوياتها ومجانيتها إلى استخدامها وهجران الوعاء التقليدي المتمثل في الورق.

كما أضاف ذات المتحدث انه في الجزائر اختفى 119 عنوان من السوق الإعلامية 27 يومية 59 أسبوعية 33 دورية كلها من متاعب ناجمة عن هجرة القارئ نحو البيئة الرقمية وتراجع أسواق الإشهار وغلق صناديق دعم الصحافة التي فتحتها حكومة مولود حمروش لإنجاح التحول الديمقراطي والإعلامي مطلع 1990.

الدكتور رضوان سلامن

البحث عن الأخبار العاجلة الخاصة بوباء كورونا ساهم بشكل كبير في إنتشار المواقع الإلكترونية

من جهة أخرى قالت الأستاذة فتيحة زيماموش، أنه وخلال فترة الحجر الصحي إرتفع الإهتمام أكثر بالأخبار التي تنشرها المواقع الإلكترونية ووسائط التواصل الإجتماعي عبر المنصات الرقمية موازاة مع انحدار تام للجرائد التي تخلت عن طبعتها الورقية واكتفت فقط بالطبعة الإلكترونية، مما فتح المجال أمام المنصات الإلكترونية لكسب جزء واسع من الجمهور، نظرا لسهولة استخدام الهاتف الجوال، حيث ساهمت الوضعية الصحية التي فرضها فيروس كورونا في البحث السريع عن المعلومات المرتبطة به من ارقام ومستجدات، كل هذا الأمور وبحسب الأستاذة زيماموش ستهدد بقاء الصحف الورقية، في ظل شح موارد الإشهار ولجوء ملاك الجرائد الى تقليص طاقمهم التحريري لعدم قدرة المؤسسات على دفع الأجور ودفع مستحقات المطبعة، وهنا بالتحديد فإن الصحف الورقية ستعرف مرحلة جديدة في قادم الأيام مع عودة الحياة إلى طبيعتها، مما يطرح تساؤل كبير: « هل تهدد هذه الوضعية حياة الصحف بالطريقة التقليدية او الكلاسيكية، ام ان الجرائد ستتحد لإيجاد مخارج للبقاء في السوق، امام تكاثر المواقع الاخبارية الإلكترونية والدعم الذي وعدت به الدولة لتقنينها.

مجانية المعلومة عبر الوسائط الجديدة قد يقضي على الورق

نفس الطرح ذهب إليه الدكتور « نورالدين دحمار » من جامعة برج بوعريريج قسم الإعلام، والذي قال أن المؤسسات الصحفية لجأت إلى تقليص عدد النسخ المطبوعة تماشيا مع الحجر الصحي في البلاد، عموما يمكن القول أن معاناة الصحف وتراجعها ضمن المشهد الإتصالي العالمي تعمقت كثيرا مع وباء كورونا وبدأ جمهورها يتحول الى مصادر جديدة أخرى تتسم بالسرعة في نقل المعلومة صوتا وصورة، وتجلعه أكثر تفاعلا مع الحدث ، بل إن هذه الوسائط الجديدة مكنت الفرد من أن يكون مشاركا فعالا في صنع المعلومات ويتيحها امام الآخرين بدل ان يكون مجرد متلقي لها، كما هو الحال في الصحف المطبوعة ، وهو ما يجعلنا نقول إن بوادر هذه الأزمة تعود بالدرجة الأولى إلى ما طرحته تكنولوجيا الانترنت من خدمات وخصائص للجمهور لاتستطيع الصحف الورقية توفيرها، على غرار السرعة والفورية في نقل الاحداث، ومجانية المحتوى وتنوعه.

الدكتور نور الدين دحمار

Publicité
Cliquez pour commenter

Laisser un message

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *