Médias
قطاع الإعلام بين ورشات الاصلاح الحكومية والفساد الإعلامي
لايزال قطاع الإعلام في الجزائر يتخبط في العديد من المشاكل التسييرية، فمنذ الانفتاح على التعددية الإعلامية والنقابية سنة 1990، إلى غاية فتح مجال السمعي البصري أمام الخواص، ومنحهم رخصا اسسوا بها قنوات تلفزيونية، صنفت يومها على أنها مجرد مكاتب اجنبية، ظل هذا القطاع عاجزا عن النهوض والتحرر والوصول إلى فكرة السلطة الرابعة، في ظل غياب تام لأقلام حقيقية تدخل الإعلام والصحافة في الاحترافية.
وأثار اعلان وزير الاتصال « عمار بلحيمر » عن إطلاق ورشات لإصلاح قطاع الإعلام الوطني، ردودا أفعال متباينة، بين ممتهني هذه المهنة، فبين مؤيد لهذه الفكرة وبين معارض لها بحجة عدم تطبيق التتشريعات السابقة التي تهدف لتنظيم القطاع.
خصوصا وان مثل هذه الورشات سبق للوزراء السابقين تنظيمها، لكن دون بلوغ نتيجة حقيقية على أرض الواقع، في انتظار ان تهتم الورشات الحالية في حال تنظيمها ببعض المحاور التي لم يتم الطرق إليها سابقا، على غرار الصحافة الالكترونية.
و قد اعتبر الاستاذ الجامعي « العيد زغلامي » ، أن خلفية الوزير « بلحيمر » الذي يملك مؤهلات أكاديمية، قد تحدث الفارق في نجاح هذه الورشات، عكس وزراء الإعلام الذين سبقوه.
مع ضرورة إشراك الأساتذة، الطلبة الجامعيين، المجتمع المدني والسياسيين في هذه الورشات وعدم التركيز على الإعلاميين وفقط، من أجل تجاوز الفساد الذي تعرفه المنظومة الإعلامية، فمن غير المعقول حسب ذات المتحدث، الاستمرار في منح الإشهار لبعض الجرائد التي لا تنتج.
وصار من الضروري انشاء سلطة ضبط خاصة بالصحافة المكتوبة، مع توزيع عادل للإشهار العمومي، بالإضافة إلى تفعيل القوانين التي صدرت في كل من مرسومي 2012، و 2014، مع تكريس حرية التعبير وحق المواطن في المعلومة.
بالإضافة إلى التطرق إلى مجال سبر الآراء ووضع قانون خاص به، حيث اعتبر زغلامي أنه من غير المعقول ان تستمر القنوات الجزائرية في الاعتماد على نتائج سبر آراء لا يخضع لأي قوانين.
ومن جهة أخرى فقد دعا رئيس تحرير جريدة « الجزائر »، »إسلام كعبش »، إلى اهتمام هذه الورشات بتنظيم الإعلام الالكتروني وتعزيزه بإطار قانوني يسمح له بالنشاط الاحترافي، مثله مثل القنوات التلفزيونية الخاصة التي تعيش فوضى ومشاكل كبيرة رغم مرور سنوات على تأسيسها.
بالإضافة إلى الإسراع في إنشاء مؤسسات إعلامية وطنية، يفتح جزء من لأرسمالها خاص للخواص، تساهم في الدفاع على الجزائر وصورتها وصوتها في المنطقة والعالم.. فلا يعقل لبلد مثل الجزائر ان لا يملك قناة تلفزيونية كبيرة تكون الواجهة الإعلامية و السياسية والدبلوماسية لبلادنا، مثل جل بلدان المعمورة.
هذا واثنت جمعية صحفيي الجزائر العاصمة خلال بيان صحفي لها، على إعلان وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، فتح ورشات إصلاح القطاع، معتبرة اياها كبداية فعلية لتجسيد أحد التزامات رئيس الجمهورية المتعلقة بمنظومة الإعلام.
حيث أعلنت الجمعية بقيادة رئيسها « سليمان عبدوش »، عن شروعها في إعداد أرضية مقترحات ورفعها لوزارة الاتصال قصد المساهمة البناءة في الحوار الهادف لإعادة بعث الصحافة الوطنية بما يتماشى وتطلعات الجزائريين.
نجاح هذه الورشات من عدمها قصة تكاد تتكرر تفاصيلها مع تغيير اسماء من حملوا حقيبة وزارة الاتصال، اذ قطاع الاعلام الذي لازال يخضع لهيمنة الإشهار وحسب المنتمين له صار يتطلب اليوم رسكلة حقيقية لطرد الدخلاء منه، في ظل انه أصبح مهنة من لا مهنة له.