Suivez nous

Portraits

حسين بوصالح: المراسل هو مواطن جزائري وليس عميلا أجنبيا

Publié

le

حسين بوصالح

يعد « حسين بوصالح » مراسل قناة « بين سبور  » بالجزائر من بين الوجوه التلفزيونية الشابة التي تمكنت من كتابة إسمها بأحرف من ذهب وسط قائمة تضم العديد من الإعلاميين الرياضيين الجزائريين ، فحسين الذي إشتغل في العديد من القنوات الجزائرية لم يكن ليظن يوما بأنه سيصبح أول مراسل لهذه القناة الرياضية ، كيف لا وهو الذي كان عاشقا لتقديم النشرات الإخبارية والبرامج السياسية ، وجل ميولاته الإعلامية كانت بعيدة كل البعد عن الرياضة، إلا أن الأقدار قادته الى خوض تجربة جديدة عنوانها المثابرة والتألق.

ومن أجل معرفة قصة هذا الإعلامي الطموح مع عالم مهنة المتاعب قررنا إستضافته اليوم ، ليفتح قلبه لمتابعي موقع « Médias-dz  » .

مرحبا بك حسين .. بداية هل كنت تحلم وانت صغير بالعمل في مجال الإعلام !؟

مرحبا بكم وأشكر موقع « Medias-dz » على الإلتفاتة ، بداية كنت أعشق الصحافة و عمري لم يتجاوز السبع سنوات حلم راودني رغم بعده ، فوقتها لم يكن هناك اي شخص يمتهن الإعلام في العائلة لا من قريب ولا من بعيد ، ومع ذلك كنت من أكثر المولوعين بمتابعة نشرات الأخبار ، أين أثر فيا بشكل كبير المذيع « عبد القادر عياض » و المذيعة « فيروز زياني » ومازلت كذالك بعد تخرجي من الجامعة.

متى إلتحق حسين بعالم الصحافة !؟

عقب حصولي على شهادة ليسانس عام 2008 حاولت قرع أبواب التوظيف كأي شاب جزائري، والوجهة كانت مبنى التلفزيون الوطني، الذي كان الدخول اليه جد صعب حتي من أجل وضع سيرة ذاتية على الاقل، ما حدث لي و لا أحب التعميم طبعا فكان التفكير هو مواصلة الدراسات العليا والوجهة كانت القاهرة، أين تنقلت الى هذا البلد رفقة عدد من الطلبة الزملاء من بينهم « طارق بوفليح » و » احمد جيلالي » اللذان يشتغلان بقناة « دزاير تيفي » ، سنتان من الدراسة اغتنمت فيها الفرصة للقيام بدورات تدريبية و التعامل مع بعض القنوات بمصر ولو لفترات قصيرة جدا لكنها مكنتني من تعلم أبجديات الاعلام،إلا أن أحداث كرة القدم بين الجزائر و مصر و احداث ام درمان 2010 عجلت بعودتنا الى ارض الوطن.

هل نعتبر بأن دراستك بالقاهرة هي من فتحت لك أبواب التوظيف

نعم بعد عودتي الى الجزائر سنة 2012 إشتغلت كمراسل لقناة « الشرقية العراقية » بالجزائر ، وبالمناسبة أشكر الصحفي « يوسف صحراوي » الذي دائما ما اعتبره السبب الثاني بعد الله سبحان وتعالى في ولوجي لمهنة الصحافة ، فهو الذي تواصل معي واخبرني بامكانية القيام بتجريب و الحمد الله كانت البداية، كما اشكر مدير مكتب العربية « أحمد حرز الله » الذي كنا نشتغل بمكتبه و منحنا الفرصة كشباب للاقتراب اكثر بالميدان ، كما انه كانت لي تجربة اخرى مع قناة الشرقية لمدة سنتين قبل أن أصبح منتجا بمكتب العربية بالجزائر وبالموازاة مع ذلك عملت ايضا كمراسل لقناة « الآن الفضائية » والتى اعتبرها من اهم المحطات الفضائية التى تعلمت منها كثيرا خصوصا بتأطير الزميل والاخ الاعلامي « جمال لعريبي » الذي غطي عدد كبير من مناطق التوتر مثل مالي و ليبيا.

لماذا توقفت عن العمل كمراسل وفضلت بعدها الإلتحاق بالقنوات الجزائرية الخاصة

بعد الانفتاح الاعلامي و ظهور القنوات الجزائرية الخاصة فضلت ان أخوض تجربة وتحدي جديد، وكان الامر مع قناة الشروق، أتذكر تلك الأيام الجميلة كنا عائلة واحدة خصوصا وان طاقم القناة كان جله من الشباب، كنا نقضي ساعات طويلة في مقر العمل أكثر من منازلنا ، كنا نعمل كفريق متكامل مثل « فوزي بن جامع » صحفي « فرانس 24 » و « عبد القادر خربوش » صحفي « دزاير تي في » و »حسيبة ايبلعيدان » و « نجيبة عيندار » اللتان تعملان لحد الساعة بالشروق، كنا كخلية نحل نعمل سويا في برنامج « الحدث » الذي كانت تقدمه وتعده الاعلامية « ليلي بوزيدي » بعد عودتها للجزائر.
لكن فترة الشروق كانت قصيرة حيث توجهت بعدها لقناة « دزاير تيفي » والتي كانت في إنطلاقتها الأولى ، وقد كلفت حينها بإعداد تحقيقات لبرنامج حقائق و قدمت أخبار الصباح رفقة الزميلة « منال سالمي » التي إلتحقت بقناة « الكأس القطرية ».

متى إلتحقت بقناة « بين سبور » القطرية وكيف كان ذلك !؟

سنة 2014 جاءني عرض من القناة البنفسجية ، في البداية لم أصدق ذلك لأنه لم يخطر ببالي يوما ان أكون مراسل رياضيا لأكبر قناة في العالم ، و الحمد لله خمس سنوات لحد الساعة مع القناة ، تعلمت منها الكثير و استفدت كثيرا قناة تتحلى بمهنية كبيرة و باحترام في التعامل مع موظفيها ، في بداياتي و التى تزامنت مع مونديال البرازيل أين كنت اول مراسل يعتمد بشكل رسمي منذ غلق مكتب الجزيرة في بداية الألفية الجديدة و عودة بينسبورتس في تسمية جديدة، كانت المسؤولية كبيرة على شخصي خصوصا ان القناة تملك حقوق حصرية ويومها كان المنتخب الجزائري الممثل الوحيد للعرب بالمونديال ، و كنت ملزما بنقل تغطية دقيقة من خلال تدخلات مباشرة وتقارير إخبارية يومية ، الامر لم يكن سهلا لكن الحمد لله وفقت الى حد ما على تغطية مقبولة في اول تجربة لي كمراسل رياضي ،وخلال هذه الفترة أهم شيئ كسبته هو إحترام الناس وحبهم لي حيث رافقت معظم الأنصار في أفراحهم مثل وفاق سطيف عام 2014.

ماذا إكتسبت من خلال عملك كمراسل لقناة « بين سبورتس » القطرية!؟

على صعيدي الشخصي أصبحت مطلع اكثر من ذي وقت على معلومات رياضية و عن تاريخ بعض الرياضيين الذين كان لي الشرف وان عملت معهم
ظروف عمل المراسل ليست بالسهلة ، خصوصا من حيث الوصول للمعلومة، و النظرة للمراسل على أنه شخص أجنبي او عميل ماتزال خاطئة، فالمراسل هو مواطن جزائري قبل كل شيء لهذا لابد من اعادة النظر في طريقة التعامل مع المراسلين.

ما الفرق بين الصحفي في القنوات الجزائرية وبين المراسل !؟

لما تكون تعمل في قناة جزائرية فأنت تهتم اكثر بالقضايا الأقرب والمحلية وزد على ذالك المهام تكون موزعة اما عمل المراسل فهو كعمل السفير فانت سفير بلد من خلال تلك المؤسسة التى تهتم بالقضايا المهمة كقضايا الرأي العام، مثلا بينسبوىتس تعطي اهمية للاندية التى تشارك في البطولات الافريقيه او أندية حققت نتائج ايجابية و تتعامل مع ذالك بمهنية و المراسل هو الأذن و العين ، ولهذا وجب ان يتحلى بالمصداقية و المهنية والسرعة في ارسال الخبر بالجزائر.

كيف ترى واقع الإعلام بالجزائر في ظل الأحداث المتسارعة!؟

اظن ان الإعلام الجزائري يمر بأصعب المراحل منذ الإستقلال فالمشاكل المالية لمعظم القنوات و في ظل احتكار الاشهار من قبل السلطة خلق ارتباك للمؤسسات الإعلامية في التعامل مع الخبر، الأمر الذي أدخل معظم القنوات في ازمات دفع ثمنها الصحفي البسيط ، و بالتالي لابد من اعادة تأسيس نقابة حرة للصحافيين تدافع عن حقوقهم ، و لابد أيضا من صدور قانون إعلام جديد يتماشي مع الفترة الحالية و ضمان حرية تامة.

كيف ترى تعامل السلطات مع موضوع الإعتمادات الخاصة بالمراسلين !؟

الوضع الحالي و الاضطراب الحاصل قد لايسمح بالغوص في موضوع الإعتماد، لكن حسب رايي الشخصي فلابد من مراجعة القانون الخاص به على مستوي وزارة الاتصال ، وتغيير طريقة التعامل مع جميع القنوات مع تحديد الشروط الواجب التزامها من قبل المراسل.

كلمة أخيرة تود إضافتها!؟

دائما أقول لابد للمرء ان يترك مكانه نظيفا في كل تجربة و يتحفظ عن بعض الأمور حتى و ان كانت بعض المحطات بها آلام و ذكريات حزينة لكني أحاول دائما ان اتذكر كل ماهو جميل اما السيئ فأتركه للزمن فهو كاف على تصليحه بطرقته الخاصة.