Suivez nous

Médias

المناظرة التلفزيونية بين المترشحين تخيب الآمال من حيث المضمون

Publié

le

يبدوا ان المناظرة التي انتظرها الجزائريون كثيرا، والتي جمعت بين المترشحين الخمسة الراغبين في اعتلاء كرسي الرئاسة، والتي نظمت سهرة امس من قبل السلطة الوطنية المستقلة لتنظيم الانتخابات، لم ترقى للمستوى المطلوب ولا لتطلعات المشاهدين، مقارنة بما نشهده من مناظرات عند الغرب او حتى عند الدول العربية، وذلك حسب رأي بعض الإعلاميين والشارع الجزائري.

المناظرة التي اسيل عليها الكثير من الحبر، وأعد لها استديو خاص مجهز بأحدث الوسائل، وتم بثها عبر مختلف القنوات العمومية والخاصة، اعتبرت حسب قادة بن عمار كمجرد قراءة عادية للبرامج وتكرارا للوعود، فسلطة الانتخابات حسبه قتلت هذه « المناظرة » بما يسمى (ميثاق الشرف) وبعدم تعرض أي مرشح للآخر، حيث قال بأنه « كان يمكن تنويع الأسئلة أكثر مع ترك مساحة للتفاعل في كل محور »،
لتبقى هذه المناظرة حسب قادة « تاريخية » وان اختلف البعض حولها، فالتاريخ يمكن دخوله سواء بالسلب أو بالايجاب.

بدوره اعتبر رئيس تحرير جريدة الجزائر « إسلام كعبش »، ان هذه المناظرة تعد كإضافة إيجابية في شكل العملية الانتخابية بالجزائر، لأنه في السابق كانت الانتخابات الرئاسية مجردة من التفاعل، بما أن الجزائريين كانوا على علم مسبق بالرئيس الفائز، الذي لم يكن إلا « رجل الإجماع »، تنافسه رمزيا مجموعة من « الأرانب » لتزيين الديكور الديمقراطي للعملية الانتخابية، وفي الجهة المقابلة، بما أن سلطة الانتخابات ليس لديها التجربة في تنظيم هكذا نوع من المناظرات، فقد ظهر الإطار الضيق للمناظرة من ناحية الأسئلة المطروحة، إضافة إلى غياب التفاعل في النقاش.

رأي الشارع الجزائري لم يكن مختلفا عن رأي الإعلاميين، فالمناظرة حسبه كانت فارغة من حيث المحتوى، ولم ترقى إلى تطلعاته، فقد أكد « عمر نڨازي » تاجر بالعاصمة، انه شعر بالملل بعد متابعته لنصف ساعة فقط من هذه المناظرة، مما دفعه إلى عدم متابعة بقية اطوارها، مثله مثل الطالب الجامعي « إلياس لايري »، الذي كشف بأن هذه المناظرة افتقدت لروح التحدي، اذ ظهر جليا بأنها اشبه بحوار تلفزيوني جاف خال من الاثارة، حيث تمنى لو انها جرت على شكل تحدي مباشر بين المترشحين.

هذا وستبقى تجربة هذه المناظرة بالرغم من سلبياتها تاريخية، لأنها الأولى من نوعها بالجزائر، في انتظار اخذ الخبرة اللازمة وتطويرها اكثر في قادم الأيام، حتى تخرج من نمطها الحواري، الذي سئم منه المشاهد الجزائري، لترتقي إلى مستوى المناظرات العالمية.